إن خلق وتأمين البيئة التمكينية يُساهم بشكلٍ أساسي في تعزيز الركائز الثلاثة المتمحورة حولها رؤية المملكة ٢٠٣٠، مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر ووطن طموح، حيث أولت حكومة المملكة العربية السعودية هذا الجانب اهتماما بالغًا، مُستحدثةً برامج تحقيق الرؤية، شاملةً مختلف القطاعات، ساعيةً الى تعزيز الممكنات الاقتصادية والاستدامة المالية، مُستثمرةً في تنمية وتمكين القدرات البشرية، من خلال خلق قنوات التواصل ومد جسور التعاون مع العالم، في سبيل تحقيق التكامل المعرفي وتبنّي المستحدثات والمساهمة في الابتكار والتطوير.
شهد القطاع التقني نصيبا من هذا الاهتمام، ولازال يشهد المزيد من القرارات التمكينية والمبادرات العالمية، والتي كان لها الأثر الأكبر في ازدهار الاقتصاد الرقمي والزيادة الهائلة في الاستثمار، نتيجة التفاعل بين المستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الأفكار والمشاريع الابتكارية، وذلك خلال المؤتمرات التقنية العالمية التي تُنظمها المملكة العربية السعودية، والتي من أبرزها المؤتمر التقني العالمي ليب، الذي تُنظمه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والدرونز، والذي شهد أكثر من ١٠٠,٠٠٠ الف زائر من جميع أنحاء العالم في نسخته الأولى عام ٢٠٢٢، حيث يعود هذا العام بنسخته الثانية مشرّعًا أبوابه للعالم، مُستضيفًا في قلب العاصمة الرياض، الخُبراء والمُتحدثين والمستثمرين وكل مهتم بمواكبة التطور التقني، حيث يلعب هذا المؤتمر تحديدًا دورًا هامًّا في عدة جوانب منها:
- مواكبة التطور التقني وتعزيز الابتكار:
ففي ظل التسارع التقني والتحول الرقمي السريع الذي يشهده العالم اليوم، والذي يجده الكثير عائقًا كبيرًا أمام تطوره، يأتي مؤتمر ليب تلبيةً لازدياد الحاجة الى مواكبة هذا التطوّر، حيث تتواجد الشركات الرائدة في مختلف المجالات التقنيّة، وتحديدًا تلك التي تلعب دورًا كبيرًا في عملية التحول الرقمي، ومن بينها شركة وادي طيبة، والتي تتركز أنشطتها حول مجالات التقنيات الناشئة، ويتمثل دورها في المشاركة في مؤتمر ليب لتعزيز الابتكار التقني والمساهمة المجتمعية في سد فجوة المعرفة لدى الزائر، وعرض المنتجات الابتكارية التي تم تطويرها محليًا، لإتاحة فرصة عيش التجارب الملهمة وتحقيق الأثر المنشود.
- خلق بيئة استثمارية مُحفّزة:
يجد المستثمرون اليوم في المشاريع التِقنيّة وتحديدًا تلك التي تم تطويرها باستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وسلاسل الكتل وغيرها مصبًّا للاستثمار، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم يواجهون تحديًّا كبيرًا في الوصول إليها، والتواصل مع المؤسسين والشركاء، ولهذا يستهدف مؤتمر ليب اليوم روّاد الأعمال والمبتكرين لمنحهم فرصة عرض مشاريعهم والحديث عنها، كما يمكّن المستثمرين المحليين والأجانب من استكشاف الفرص الاستثمارية في هذه المشاريع، وذلك سعيًا لخلق بيئة استثمارية نوعية ، داعمة ومحفزة.
- السياسات الاستثمارية والتشريعات الحكومية:
امتدادًا لخلق بيئة استثمارية متكاملة، وتحفيزًا للاستثمار، تتواجد الجهات التشريعية والتنظيمية في مؤتمر ليب لإقامة ورش العمل وتنظيم النقاشات المفتوحة، للحديث عن السياسات الاستثمارية والتحديثات التشريعية وتقديم الخدمات والتسهيلات لكل من المستثمر وصاحب المشروع، لتيسير إقامة الشراكات والاتفاقيات الاستثمارية.
- الأثر المُستدام وتعزيز العلاقات:
إن الأثر الذي تتركه مثل هذه المؤتمرات إنما هو أثرٌ باقٍ ومستدام، وذلك نتيجة مساهمتها في بناء شبكات العلاقات المهنية، وإقامة الشراكات الاستراتيجية، والاتفاقيات الاستثمارية، وتوسيع دائرة المعارف من مختلف المجالات والخبرات، وهذا الأثر هو ما يهدف إليه مؤتمر ليب، حيث التنظيمات والتسهيلات التي تلبي حاجة الزائر، لخوض تجربة مُثمرة ومُلهمة، يمتد أثرها على امتداد مسيرته المهنية والعملية.
لا يقتصر دور المؤتمرات التقنية وتحديدًا مؤتمر ليب على ما تمّ الإشارة إليه، بل إن دورها يمتد إلى أبعاد أخرى، جميعها تصب في مصلحة المنظومة التقنيّة ومنظومة الأعمال، حيث يساهم التواصل الفعّال بين كلا المنظومتين إلى تقليص الفجوة التي أحدثها التطوّر التقني المتسارع خلال الأعوام القليلة الماضية، ليحقق التوافق والانسجام بين أنشطة المنظومتين، وتعزيز التكامل اللازم والذي من شأنه الارتقاء بمستوى جودة المنتجات التقنية وتسريع سير الأعمال.
